الانصار/…
لايخفى على المتابع للمشهدِ السياسي الأمريكي ، سواء عبر نافذة وزارة خارجيته ، أو غيرها من قنواته الرسمية ، سيل التصريحات الإعلامية التي تعاقبة الإدارات الأمريكية على شنها ضدّ الثورة الإسلامية في إيران ، ونظامها ومسؤوليها . فمن ضرورة عدم السماح لإيران بأن تصبح قوة نووية ، وكونها تمثل خطرا على وجود إسرائيل ، وأنها قلب الهلال الشيعي الذي يهدد إستقرار الشرق الأوسط بزعمهم ، ومشاركتها في قتل الجنود الأمريكان في العراق ، وأنها تدعم الجماعات المتطرفة في الدول المجاورة ، وأنها وأنها … الخ .
فلقد عكست هذه التصريحات بدورها حجم الهزيمة النفسية التي تعيشها الطبقة السياسية الحاكمة في البيت الأبيض ، فإنها لم تستيقظ بعد من هول الصدمة ، وشجاعة الإعتراف بالهزيمة التي منيت بها الولايات المتحدة على يد الثورة الإسلامية في إيران . كما وأعطت هذه التصريحات تأثيرا أوسع لقياداتها ، وحجم أكبر لزيادة مستوى تأثيرهم في العالم .
فيما إستطاعت هذه الثورة المباركة أن تنقذ بلدا كبيرا بحجم إيران بموارده البشرية وتاريخه ، وموارده الطبيعية ، وثرواته النفطية ، وموقعه الجيو سياسي من قيود الهيمنية ، والضغط الأمريكي في المنطقة إلى جسد الإمة الإسلامية حيا نشطا متفاعلا في معادلة الصراع القائمة بين المستكبرين في ظل سياساتهم التي تعمل جاهدة على حماية مصالحها بالمنطقة .
فقد إستطاعت هذه الثورة من خلال أنتصارها الساحق على الشاه ، أن تديم العزم ، وتبث الحياة من جديد في شعوب المنطقة في مواجهة مصيرها ، وتحديد مستقبلها بعيدا عن هيمنة الشيطان الأكبر وشره مصالحه . من خلال إيقاض روح الثورة في ضمير أبناء الإمة ، وأن التغيير ينطلق من عمق النفس البشرية الرافضة لذل الخنوع ، ورفض التغييب القسري للارادة الحرة لها ، وأن الإسلام حيُّ في نفوس المؤمنين بقيادته . فلم يكن هذا الإنتصار حدثا عاشته الثورة في مكان حدوثه ، بل كان زمانا إمتد لكي تعيشه الشعوب أنتصارا لتحقيق مصالحها في ظل مرضاة الله سبحانه .