آل سعود وعهد الإنهيار

images (3)

كتب / حميد حلمي زادة…

أثار الهجوم العنيف الذي شنه الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلته مع مجلة “اتلانتيك”مؤخرا على النظام السعودي اهتماما واسع النطاق في الاوساط السياسية والاستراتيجية والاعلامية العالمية والاقليمية ، باعتباره مؤشرا صارخا على ارتفاع منحنى استياء صناع القرار في الولايات المتحدة من سياسات الرياض المتطرفة والتصعيدية والطائفية في المنطقة.

ويبدو واضحا ان بحار الدماء الذي دشن بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عهده المشؤوم ، عبر عدوانه الغاشم على اليمن (26 اذار 2015) وفي التفريط بأرواح آلاف الحجاج خلال موسم الحج الدامي الفائت ( كارثة منى 10 ذو الحجة عام 1436 هجري) الى جانب جريمته النكراء بأعدام كبير علماء المنطقة الشرقية الزعيم الديني آية الله الشهيد نمر باقر النمر وصحبه الكرام ( 2 كانون الثاني 2016) ، عززت الاعتقاد في الاوساط الدولية في ان هذا النظام السلفي المتزمت ، قد تحول الى عبء على الغربيين الذين جاؤوا به مطلع القرن الماضي لتحقيق سياسات تمزيقية واقتصادية وايديولوجية منحرفة في الشرق الاوسط .

واقع الامر هو أن السعودية أعملت تدخلاتها الاقليمية في سوريا والعراق واليمن ولبنان ومن قبل ايضا في البحرين انطلاقا من اجنداتها الطائفية المتعالية التي انقلبت هذه المرة عليها (استكبارا في الارض ومكر السيئ ولايحيق المكر السيئ إلا بأهله).

لقد تحملت شعوب العالم الاسلامي ضرائب جسيمة من ولاء مملكة آل سعود الوهابيين للسياسات الغربية الصهيونية ، وقد كشفت المقالة التي رد بها رئيس المخابرات السعودية الاسبق تركي الفيصل على الرئيس الاميركي ضحالة هذا النظام البدوي وتفانيه في خدمة الاسياد الغربيين طيلة القرون السالفة على مستوى خدمة التاج البريطاني لهدم ” دولة الخلافة العثمانية” وتحقيق متطلبات السياسات الامبريالية الاميركية خلال السنوات الثمانين الماضية ، وسط ذهول المراقبين من الصراحة الفاضحة التي تكلم بها تركي الفيصل في معرض دفاعه عن سلوكيات الرياض العميلة في الشرق الاوسط.

ويرى المراقبون والخبراء الاستراتيجيون ان النظام السعودي هو متورط الان تماما في شرّ اعماله ، لاسيما وان عدوانه الغادر على اليمن وباستخدام سلاح الجو والاسلحة المحرمة دوليا ومنها القنابل العنقودية ، قد تجاوز الكثير من الخطوط الحمر الاقليمية والدولية . كما ان المقاومة الباسلة التي ابداها الشعب اليمني وابناؤه المجاهدون في التصدي للعدوان الطائفي الوهابي الظالم على مدى عام كامل ، عززت القناعة لدى مؤسسات صناعة القرار في اميركا والعالم الغربي والكيان الصهيوني ، بحلول أوان أنقضاء حقبة آل سعود ومؤامراتهم الفتنوية ، حتى وان زعم “تركي الفيصل” بأن تأسيس ما يسمى ب” التحالف العربي” لمحاربة التكفيريين في “داعش” ، هو استجابة حقيقية لاستحقاقات سياسات الولايات المتحدة الاميركية الراهنة في المنطقة.

في الحقيقة ان النظرة الغربية التشاؤمية الى النظام السعودي ربما تستدعي من الرياض ان تعيد حساباتها المحلية والاقليمية والدولية بشكل جاد وبعيد عن التشنج والغطرسة ولغة التحدي ، والاقبال بوجه منفتح وايجابي على ابناء العالم العربي والاسلامي لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان.

انه فقط بهذه السياسة المتأنية والرصينة قد تستطيع الرياض ان تكفّر عن ما اقترفت ايديها على مستوى ارهاق شعبها بالديون والعسف والممارسات القمعية الظالمة التي فرطت بأمثال العلامة الشهيد النمر (قدس سره ) ، واغرقت البلدان الشقيقة سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان في بحور من الدماء .

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.