الانصار/.. تعودنا صغارا على سماع القصص والروايات من إباءنا واجدادنا، عن احداث ومحطات تاريخية كثيرة، جلها خيالية ومنها ما يلامس الواقع، مع بعض الاضفاءات والتلوينات بهدف تزويق الرواية واضافة شيء من التشويق والمتعة لها.
رغم كل ذلك كان اجدادنا يواجهون صعوبة في البحث عن رواية تكون مناسبة لمسامعنا وذوقنا العام، وفي مضمونها قضايا هادفة من شأنها تربية المجتمع والجيل الجديد على حفظ الارض وكرامة الانسان والدفاع عن مقدساته.
الاحداث التي يعيشها العراق اليوم صيرت جعبتنا مليئة بالقصص والروايات الواقعية عن رجال نقشوا بدمائهم تاريخ من المواقف البطولية والجهادية الاستثنائية، في الدفاع عن الكرامة والعقيدة والانسانية، وتدوينها يحتاج الى مجلدات كبيرة، وسردها والحديث عنها يكفي اجيالنا ليكونوا بها رجال الله الاوفياء.
موقع (الانصار) ينفرد بنشر احدى تلك القصص نقلا عن مراسل حربي في المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله، حدثت صباح يوم السبت المصادف (28 شباط 2015).
يروي المراسل، قصة قصيرة عن بطولات رجال الله الاوفياء ومواقفهم المشرفة، التي تؤكد في مضمونها ما يحملون من شجاعة تأسيا بشجاعة الأمام الحسين (ع) وحفيده الأمام الخميني (قدس).
فيما كان ابناء المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله في تمام الاستعداد والجهوزية لإقتحام قضاء الدور والعلم وتكريت، شن العدو الداعشي هجوما فاشلا على أطراف مدينة سامراء المقدسة بهدف الوصول الى مرقد الإمامين العسكريين (ع)، من جهة سور شناس.
ويضيف:” كان الهجوم معد من قبل كبار قادة الإجرام في داعش وبأشراف مباشر من زعيمهم الاجرامي المدعو (ابو بكر البغدادي)”.
في تلك الاثناء، وقف ابناء المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله، وقفت رجلاً واحداً وصاروا سداً منيعاً لحماية الأماميين العسكريين (ع) ومدينة سامراء”، مبينا ان ” المعركة بين الجانبين اتسمت بالشراسة لثمان ساعات حتى انتهت بهزيمة اعداء الاسلام داعش، ببركة دماء الشهداء والمجاهدين”.
ويتابع الراوي:” بعد انتهاء المعركة، وبينما كنا نتجول في ساحة معركة (سورشناس) وقع بصري على رجل كبير العمر، ضعيف البدن، مفترشا الارض بين المجاهدين، محملا بتراب المعركة، منشغلا بمسح اكتاف المجاهدين والتربيت عليها، تصدع قلبي والاخرين معي بذلك المشهد وغرقت أحداق اعيننا بالدموع تأثرا بشيبته المباركة”.
ويواصل الحديث:” قلت بصوت معاتب لأحد المجاهدين القادة، لماذا اتيتم بهذا الرجل المسن لأرض المعركة؟، الم تشاهدوا ضعف بدنه وذبول وجهه؟، فأجاب ألم تعرفه ؟؟ قلت له وانا غضبان، نعم، من السرايا، وأنتم جئتم به في هذا المكان وهذا غير صحيح، فجاءت الاجابة مسرعة وصادمة، (انه أحد اعضاء الشورى في كتائب حزب الله) “.
ويضيف المراسل الحربي، ان ” ذلك الخبر جعلني متيقن بان جل الانتصارات تحققت بدماء الشهداء وتواجد القادة في ساحة الميدان امام جنودهم وابناءهم”.
وبتلك الكلمات ختم الاعلامي قصته الواقعية، عن تواضع، وبساطة، وشجاعة، وزهد قيادات المقاومة الاسلامية بحياتهم في سبيل تكليفهم الشرعي في الحفاظ على المقدسات والانسانية.
حفرت تلك القيادات الفريدة من نوعها التاريخ المشرف للمجاهدين على الصخور لينقلوا للأجيال المقبلة رسائل جمة في الحفاظ على الارض والذود بالنفس في سبيلها والوقوف بوجه الظلم والطغيان والاستكبار الصهيو امريكي كدرع حصين للإسلام المحمدي الاصيل. انتهى/62