الطموح الدولي لاجتياز أعتاب الدبلوماسية والعبور إلى جنيف، ربما يكون الحل الوحيد لخروج الأطراف التي دعمت الإرهاب ضد سوريا من عنق الزجاجة، بعد أن فقدت تلك الأطراف الأمل بالنيل منها، وتراهم بعد إخفاقاتهم تلك يسابقون الزمن للاهتداء إلى تحالفات واتفاقات وقمم تجمعهم مع ساداتهم الأميركيين على أراضيهم، يطمحون من خلالها لتحقيق أي إنجاز، كيف لا وهم يدفعون ثمن ذاك الاهتداء أتاوات باهظة الثمن؟!
مملكة بني سعود التي تدعو إلى تلك القمم تدعي أنها تحارب الإرهاب الذي تدعمه، وذلك لن ينطلي على أحد، حيث ليست وحدها من يتخبط يمنة ويسرة، كمن فقد الاتجاه في بحر الأخطاء والعثرات المتلاطم، فأركان المشروع التخريبي ضد سوريا والدول العربية، جميعهم الآن يدورون في حلقة مفرغة، لأن مرتزقتهم يفلتون من أيديهم أولاً بأول، وينقسمون على ذاتهم ويفرون هرباً من نيران الجيش العربي السوري، وتدور فيما بينهم صراعات على السلطة والنفوذ.
نظام أردوغان أيضاً يحاول البحث عن دور سياسي في مناخات الحل فلا يجده، ولذلك تراه منصرفاً لبازارات الحرب ودعم الإرهاب، ويحاول من خلال عقله المريض فتح معارك جديدة في شمال سوريا وفي ساحلها، بعد أن سمع هلوسات «أصدقائه» الإسرائيليين حول الجولان، مع أنه جرب قبل هذه المرة، ومن جرب المجرب كان عقله مخرباً، ولهذا يتلون اصفراراً من هول الصدمات التي يلاقيها.
قناعة الغرب وعلى رأسه أميركا بالعودة إلى الأقنية التفاوضية، لم يأت من فراغ بل نتيجة إحساس تلك الدول بمخاطر ما يحدث في سوريا، وإدراكه أنه إذا أفلت الإرهابيون المدعومون من قبله من قبضته، فستتسع دائرتهم بسرعة لا مثيل لها، ولن تكون هناك أي دولة بمنأى عن هذا التوسع، ولذا تتسابق بعض الدول الغربية التي استشعرت خطر التطرف وسمه الزعاف للاتصال مع سوريا للتنسيق في مسائل مكافحته بالتوازي مع استكمال المحادثات في جنيف، حيث تتناقل الأنباء رغبة بعض الوفود الأوروبية بالتنسيق مع سوريا في هذا المجال.
أفاد مصدر بقيادة عمليات تحرير نينوى، اليوم السبت، بأن 30 مسلحاً من (داعش) قتلوا، بينهم ما يسمى “قائد جيش العسرة” فضلاً عن تدمير أربع عجلات مفخخة للتنظيم، في إحدى القرى التابعة لقضاء مخمور، جنوب شرق الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، نتيجة غارة للتحالف الدولي.
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن “طائرات التحالف الدولي قصفت بالتنسيق مع قيادة عمليات تحرير نينوى، تجمعاً لتنظيم داعش الإرهابي في قرية الحاج علي التابع لقضاء مخمور،(120 كم جنوب شرق الموصل)، ما أدى إلى تدمير أربع عجلات مفخخة وقتل أكثر من 30 إرهابياً بينهم ما يسمى قائد جيش العسرة المدعو عماد خالد عفر”.
يذكر أن تنظيم (داعش) قد استولى على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في (العاشر من حزيران 2014 العام المنصرم)، وأن القوات العراقية تواصل تحشدها لتحرير المحافظة بدعم التحالف الدولي.