الانصار/.. يعيش الكيان الصهيوني، حالة من القلق غير المسبوقة بسبب عودة العمليات الفدائية الى عمقها، واستمرار تصاعد انتفاضة السكاكين، وتعاظم القدرة القتالية والتسليحية، لـ”حزب الله” على الجبهة الشمالية، وانحسار الاهتمام الدولي من حولها بسبب تغير الاولويات الغربية وتركيزها على خطر الجماعات الاسلامية المتشددة و”داعش”” و”جبهة النصرة” تحديدا.
واعرب المتحدثون الرسميون الاسرائيليون عن قلقهم ” من خطر الجناح العسكري لحركة حماس المتزايد، ونجاحه في تطوير اسلحة اكثر فتكا، ووقوفه خلف عملية القدس المحتلة الفدائية التي ادت الى اصابة اكثر من 22 اسرائيليا نتيجة تفجير حافلة”، مؤكدين ان” ما يقلقهم اكثر هو اشارة تقارير عسكرية الى امتلاك (حزب الله) صواريخ نوعية يمكن تزويدها برؤوس متفجرة يمكن ان تحدث اضعاف الاضرار التي يمكن ان تلحقها صواريخ (سكود) التقليدية، علاوة على الخبرة القتالية العالية التي يمتلكها الحزب حاليا من جراء تورطه في الحرب السورية طوال السنوات الاربع الماضية”.
واضاف الاسرائيليون ان ” تلك المخاف تقف خلف المناورات العسكرية الضخمة التي اجراها الجيش الاسرائيلي في الجبهة الشمالية قبل بضعة ايام، وشاركت فيها وحدات اسلحة المشاة والدروع والمدفعية”.
من جانبه، اقر نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال يائير جولان بأن “حزب الله طور قدرات قتالية جديدة تشكل خطرا لم يسبق له مثيل على اسرائيل”.
كم يرى مراقبون بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر بالارتباك من جراء تعاظم قوتي حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال، ووصول وحدات تابعة للاخير الى الجولان السوري، واقامة قواعد فيه، اشرف على تجهيزها الشهيد سمير القنطار، ومجموعة من رفاقه، وهذا ما يفسر قيامه بخطوة استعراضية لاخفاء هذا الارتباك من خلال عقد اجتماع لمجلس وزرائه في هضبة الجولان، والاعلان ان هذه الهضبة ستظل تحت الاحتلال الاسرائيلي الى الابد”.
المقاومة الاسلامية بشقيها اللبناني والفلسطيني باتت تملك قوة ردع صاروخية وعملياتية نوعية متطورة، وتستمر في الاعداد لمواجهة اي عدوان اسرائيلي، والحاق اكبر الخسائر في بنيته التحتية ايضا، فهناك اكثر من مئة الف صاروخ من مختلف الابعاد والاحجام باتت في حوزة حزب الله، بينما سلاح انفاق حماس يفاجيء الاسرائيليين، ويزيد من رعبهم، وعندما حاول نتنياهو تبديد هذا الرعب بالادعاء بأن جيشه يملك اجهزة قادرة على كشف الانفاق خرج من بين الخبراء الاسرائيليين من يكذبه، ويفند ادعاءاته هذه.
هذه المقاومة واستعداداتها العسكرية، واسلحتها المتطورة، وتركيزها على الخطر الحقيقي الذي يهدد الامتين العربية والاسلامية، تظل هي الضوء الساطع في نفق المنطقة المظلم، ومبعث الامل في تحقيق العدالة واستعادة الحقوق العربية والاسلامية والانسانية المغتصبة في فلسطين المحتلة.انتهى/62