الانصار/..
بينما ينهمك مصطفى الكاظمي رئيس حكومة تصريف الأعمال، بالتفتيش عن بارقة أمل للبقاء في منصبه ولاية ثانية، أثناء اللقاءات التي يجريها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتلى الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي المنصّة الأممية، وأحرج العالم كله بصورة القائد الشهيد قاسم سليماني.
وألقى الرئيس الإيراني كلمة أمام اجتماع القمة الـ 77 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، قال خلالها إن “الشعب الإيراني يعتقد أنّ الظلم هو الذي يثير الفتن في المنطقة، ونحن ندعم العدالة في العالم حيث تكون وننبذ الظلم المثير للفتن”، لافتًا إلى أن “الكثير من الثورات انحرفت عن طريقها لكن الثورة الإيرانية كانت تمثل تطلعات الشعب”.
وخلال إلقائه كلمته، رفع السيد رئيسي صورة للشهيد قاسم سليماني، مؤكداً أن “الحاج قاسم استشهد وهو على درب تأمين الحرية للمنطقة”.
وأضاف: “لم يقم أحد بقيادة الحرب على الإرهاب كما فعل القائد قاسم سليماني”.
وفي أول رد سياسي على هذه الواقعة نشر النائب عن كتلة صادقون أحمد الموسوي، تغريدة قال فيها: “إن الرئيس الإيراني يرفع صورة الشهيد قاسم سليماني في مجلس الأمن الدولي. هل يفعلها الكاظمي ويرفع صورة الشهيد العراقي أبو مهدي المهندس! أم أن للخضوع رأيا آخرَ”.
تغريدة الموسوي لاقت أصداء على السوشال ميديا، وحفّزت المدونين على توجيه نقد لاذع للكاظمي، الذي لم يصمت أمام جريمة المطار فقط، بل في مختلف الجرائم الأمريكية التي ترتكب في العراق، وكان آخرها حادثة الفتاة زينب عصام الخزعلي، التي استُشهدت برصاصات أمريكية غادرة
قرب مطار بغداد الدولي، مما أثار موجة غضب عارمة إزاء الممارسات الأمريكية رغم إعلان واشنطن تحول مهمة قواتها من قتالية إلى استشارية.
وعن ذلك أكد القيادي في تحالف الفتح محمود الحياني، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال لا يستطيع إبراز استشهاد “زينب” على يد القوات الأمريكية أثناء تواجده في واشنطن.
وفي الخامس من كانون الثاني 2020، صوت مجلس النواب خلال جلسة استثنائية، على قرار يُلزم الحكومة بالعمل على جدولة إخراج القوات الأجنبية من العراق، ومنعها من استخدام أرض البلاد وسمائها ومياهها، لتنفيذ أية أعمال عدائية تجاه دول الجوار الجغرافي.
وجاء القرار في أعقاب تظاهرات مليونية غاضبة، طالبت بـ”طرد الاحتلال” لاسيما بعد عملية الاغتيال الغادرة التي طالت قادة النصر قرب مطار بغداد. وقد تجددت الاحتجاجات العارمة، بعد مرور عام على الفقد الكبير الذي أحدثته الجريمة، إذ نظّم العراقيون بمختلف مذاهبهم وقومياتهم، تظاهرة مليونية غصّت بها ساحة التحرير ومحيطها في الثالث من كانون الثاني 2021، لتعلن بشكل رسمي أن الشهيدين سليماني والمهندس هما رمزان قد خُلِّدا في ضمائر العراقيين رغم أنف الراقصين على دمائهما.
وفق ذلك يقول المحلل السياسي صباح العكيلي، إن “الكاظمي بدا في لقاءاته يبحث عن الولاية الثانية، أكثر من المساعي المطلوبة منه لتحقيق السيادة، والمطالبة باتخاذ قرارات دولية صارمة تمنع الاعتداء على الأراضي العراقية”.
ويضيف أن “الكاظمي يتجنب الحديث عن الجرائم الأمريكية التي ارتُكبت في العراق، وعلى رأسها الجريمة النكراء التي استشهد فيها قادة النصر قرب مطار بغداد الدولي، في حين أننا نشاهد الرئيس الإيراني يقف بكل شجاعة أمام المحفل الدولي لتعرية الجرائم الأمريكية أمام الملأ”.
جدير بالذكر أن اجتماعات نيويورك كان من المفترض أن يُمثّل العراق فيها، رئيس الجمهورية برهم صالح، إلا أن محاولات الكاظمي لفرض نفسه “وسيطًا”، جعلته يُعجّل في طلب الذهاب إلى نيويورك بدلًا من صالح في مسعى للحصول على ولاية ثانية.
وترفض أطراف سياسية عدّة في مقدمتها الإطار التنسيقي، الإبقاء على الكاظمي في رئاسة الوزراء، معللة ذلك بـ”التدهور الكبير” الذي شهده العراق، جراء “الإخفاقات المتكررة” لحكومة تصريف الأعمال.